حكاية بلاد العميان لأول مرّة
يحكيو في قديم الزمان، على بلاد جاية تحت
الجبل إسمها بلاد العميان، قالك كان ناسها زواولة ومايعرفو شيء يعني عايشين على الفلاحة والصيد وبيع الحطب.. لا فيهم قاري ولا متعلم، لا يعرفو تلافز ولا كراهب، مساكن ماشافو شيء على هاذاكا قالو بلاد العميان. برا يا زمان وايجا يا زمان، فما راجل حطّاب ويخدم على عايلتو مرتو وولدو اسمو «محمد»
نهار قال ولدي محمد هاو ولى كبير علاش ما نبعثوش يولي يخدم مع جيش الباي في المدينة ويعاوني ويهز معايا لقفة أنا كبرت ومعاش فيا والحطب قسملي كتافي.
هيا يا سيدي مختصر لكلام، هذاكا يلي حصل وولى «محمد» يخدم في الجيش متاع الباي، وتعدات الايام ..
«محمد» بحكم أنو شاب خدّام والسمع والطاعة حبو القايد وهزو للقصر يخدم وهناك اتعرف على بنت الباي «شهرزاد» بعد ما شافها وشافاتو وعجبها وعجباتو.. بإختصار.
لكن هاذيكا شهرزاد بنت الباي وما أدراك وهو؟ ولد الحطاب؟ ومنين؟ من بلاد العميان؟ حار سي «محمد» وتعب وليل ونهار وهو يخمم في بنت الباي وولّى يتعمد يخدم بعد وقت عمله باش يشوفها أكثر وولى نهار السبت والاحد ما يروحش لأهله لبلادو ويقعد باش يشوفها ويملي عينيه بها. وهي زادة كان عاجبها الطفل ولكن ما تعرف عليه شيء. وقعد «محمد» على هاك الحال اشهر.
نرجعو للحطاب استطى ولدو قال شبيه ما جانيش وزيد أمو مؤضت وقالت ولدي وين شبيه ماعادش جاي. هالحكاية كتبها سيف المشرف على صفحة «حكايات عبد العزيز العروي» على الفايسبوك
هيا ركب سي الحطاب من غدوا على بهيمة حاشاكم وقصد ربي للقصر متاع الباي، هيا ياسيدي كيف وصل قدام القصر وهو مسكين حطاب حوايجو مقطعة وعرقو يصب بالصدفة خرجت بنت الباي ومعاها الباي وبعض الخدم على أساس انها ماشية للسوق ومعاها باش يحرسها «محمد» وبعض الجيش، وجات العين في العين، وقال سي الباي لمحمد شكون هالكلب يلي واقف قدام قصر الباي بهالبهيم؟ إمشي قلو يبعد ويمشي قدام الجامع كان ناوي يطلب، وفي هالموقف «محمد» ما عرف أش يعمل؟ يقولو هاذاكا بابا؟
وفي المقابل سي الحطاب ما سمعش كلام الباي، وفرح كيف شاف ولدو وهبط على اساس باش يسلم عليه، لكن «محمد» استعاب من بوه وقال والله شهرزاد لاعاد تتلفتلي كان تعرف يلي هذاكا بابا، وقام «محمد» ولا حشم ولا قال بابا ويدز بوه ويقولو ما سمعتش كلام الباي؟ كان ناوي تطلب امشي للجامع؟ والوالد حاير وباهت ما فهم شيء وتكتلو عليه الجيش وطيشوه بعيد من القصر.
البو هبل، روح على ساقيه للبلاد، وحكى لزوجتو أم محمد ومرض مسكين وشد الفراش، وولات مرتو تخدم تبيع في الصوف باش تعيش هيا وراجلها.
«محمد» عماتو الدنيا، ونسى بوه وأمو، وصار في الحب والهوى شارد، وتوطدت علاقتو ببنت الباي ولاّو يتقابلو ويسهرو ويتحدثو وسي الباي رقّاه ولى قايد ضربة وحدة!! وبلغ للباي يلي بنتو شهرزاد ومحمد يحبو بعضهم وديما يتقابلو ويحكيو بساعات..
نهار قام الصباح سي الباي من النوم مفزوع شاف في المنام بنتو شهرزاد داير بيها حنش راسو راس اب نادم ويلسع فيها وهي تضحك زيد ثبت في راس بن ادم لقاه راس ووجه «محمد» ، استغرب سي الباي ومن غدوا نفس المنام تعاودلو ومن بعد غدوا، حتى نادى حكيم القصر وقالو فسرلي هالشيء يلي نرا فيه.
قالو يا سيدي ما فهمت هالمنام، لكن توا نلوج على تفسير ليه في ظرف يومين.
زعما شنوا تفسير هالمنام؟ ومحمد وين باش يوصل وشنوا باش يصير معاه؟ خاصة بعد يلي عملو مع بوه..
بقية الحكاية في الجزء الثاني ..
يتبع ..