بعض هذه المنتجات كان اكثر تقدما من المنتجات الاخرى، لكن بشكل عام لا يزال هناك الكثير من الاهداف البيئية غير المحققة امام كل تلك المنتجات. وفق المعيار البيئة فأن كل من تلك المنتجات لم تتخطى مقدار ال5/10 من مجموع المواصفات البيئية المطلوبة.
قمنا باستطلاع لاهم الشركات المنتجة للحواسيب الشخصية الثابتة منها والمحمولة، الهواتف النقالة، المساعدات الرقميّة الشخصيّة (PDA) لتقييم تلك الشركات على اساس استخدامها للمواد الخطرة السامة في منتجاتها، كفاءة استخدام الطاقة لدى استعمال تلك المنتجات، بالاضافة الى الحياة الافتراضية للمنتج (اعادة التدوير وقابلية الترقية والتحديث)، بالاضافة الى عوامل اخرى مثل تعزيز السياسات والابتكارات الصديقة للبيئة.
لقد قمنا بالاتصال مباشرة بالعديد من الشركات الرائدة في مجال الالكترونيات وطلبنا منهم تزويدنا بعينات من منتجاتهم الصديقة للبيئة وفق تعريفهم الخاص. بالاضافة الى ذلك قمنا بنشر اعلانات على صفحات الجرائد ومواقع الانترنت المتخصصة دعونا فيها الجميع للاشتراك في هذا التقييم. كان على كل شركة ان تقدم ثلاثة قطع من منتجاتها الالكترونية كحد اقصى في كل من الانواع المعدة للدراسة.
شاهد فيديو عصر النفايات الالكترونية
مع نهاية العام 2007، قمنا بتقييم ودراسة 37 منتج الكتروني من صنع 14 شركة مختلفة من الشركات العملاقة التي وافقت على اعطائنا معلومات عن منتجاتها. قامت تلك الشركات بتسليمنا معلومات عن منتجاتها الصديقة للبيئة. بنتيجة التقييم جاء كل من الحاسوب النقال سوني فايو تي زد 11 (Sony Vaio TZ11 laptop)، والهاتف النقال سوني اريكسون تي 650أي (Sony Ericsson T650i mobile phone) بالاضافة الى سوني اريكسون بي1أي (Sony Ericsson P1i PDA) على المراتب الاولى في قائمتنا للمنتجات الالكترونية ذات المواصفات الصديقة للبيئة.
اما افضل الحواسيب الشخصية الثابتة فقد كان من نصيب شركة ديل (اوبتيبلكس 755) واتش بي (دي سي 5750) لكن كل هذه المنتجات لم يتعدى مجموعها البيئي العام ال5 من عشرة.
اعتمدنا في تقييمنا هذا على المشاركة الطوعية من قبل الشركات الراغبة بتقديم منتجاتها لنا لتقيميها بيئيا. لكن لسوء الحظ ربما، رفضت الكثير من الشركات المشاركة معنا في الاستطلاع، وفي عينة لوحة تحكم الالعاب مثلا نحن لم نستلم الكثير من العروضات. وكان من بين من امتنعوا عن الرد: ايسر (Acer)، أبل (Apple)، ميكروسوفت (Microsoft)، نينتندو (Nintando) وشارب (Sharp).
لكن مع الانتهاء من تقديم عروضات التقييم، كانت بعض الشركات قد اخذت بتطوير منتجاتها لتصبح اكثر صداقة للبيئة. فقد استعانت نوكيا في هاتفها الجديد ايفولف على البلاستيك المعاد تدويره بالاضافة الى تزويده بشاحن كهربائي اكثر فعالية. كما اقدمت شركة ابل على انتاج حاسوبها الجديد ماك بوك اير خال من مواد الزئبق السام مثلا.
ولما كان قطاع الالكترونيات يتحرك بسرعة، قصدنا اكبر تجمع تكنولوجيا المعلومات - CeBIT - في المانيا للاطلاع عن كثب عن المعايير البيئية الجديدة المتبعة من الشركات. سوف يقوم طاقم مختص من غرينبيس باستطلاع المنتجات الجديدة بغية تحديد مستواها البيئي.
وقد اظهرت الدراسة التي قمنا بها ان اي من المنتجات الالكترونية لا يمكن اعتباره بمثابة صديق جيد للبيئة. لقد رأينا الكثير من التقدم على صعيد تخفيف استعمال المواد السامة، زيادة كفاءة الطاقة بالاضافة الى زيادة مدة الاستعمال واعادة التدوير. لكن ما نحتاج اليه هو ضم كل هذه العناصر في المنتج الواحد بحيث يصبح صديقا للبيئة وفق كافة المعايير.
نحن سنستمر بالضغط على الشركات المنتجة للالكترونيات بهدف حثها على تحمل مسؤولية منتجاتها من الاف حتى الياء، أي منذ الصنع، حتى اليوم الاخير في عمر المنتج- الى الطلب من هذه الشركات اعتماد مواد غير سامة في الصناعة واستبدال الضار منها بالمواد الامنة بالاضافة الى انتاج الكترونيات ذات كفاءة عالية في استخدام الطاقة.
من هنا ان على الشركات اعتماد وسائل شاملة صحيحة في صناعاتها. فلا يصح ان يبقى المستهلك مخير ما بين ما هو خال من المواد السامة من الالكترونيات وما هو اكثر فعالية في استخدام الطاقة. او ان يخير المستهلك ما بين ما هو اكثر داوما وصلحا للاستعمال من الالكترونيات او ما هو قابل لاعادة التدوير.
في هذا السياق، فانه من الصعب تحديد المنتج الالكتروني الاكثر صداقة للبيئة. فحتى الان لم يظهر لدينا ذاك المنتج الصديق للبيئة من ناحية المواد المصنع منها، الى طول مدة استخدامه الى فعاليته في استخدام الطاقة بالاضافة الى قابليته لاعادة التدوير.
يمكنك قراءة المزيد عن ' البحث عن المنتجات الالكترونية الخضراء' بالاضافة الى الاطلاع على قائمة المنتجات الالكترونية الاكثر ملائمة للبيئة التي ترتب الشركات من الاكثر رفقا بالبيئة الى اكثرها ضرارا من حيث السياسات والتطبيقات.